أسفر وجه إبتسامة وضيئه عندما كشف قناعه .لم يخف من الموت كأنه كان ينتظره بفارق الصبر! . ليس محبة فيه . بل لأجل ترسيخ فكرة المنتصر علي الخوف .. فقد بلغ في لحظائه قمة الكمال في فكره .كانت الرمقة الأخيرة هي الخلاص الأبدي للمحبين الذين كانوا يشاهدوه .
مابين الحلاج ومحمود صفات كثيرة متشابه . كلاهما كانا يمتلكان الجرأة ، وكلاهما سجن ، وقهر ، .. في العصور المنحطة المستبدة الإقصائية التي تحارب الفكر والدعوة بالسيف .
الحلاج ، عاش بملء إراضته التي كان يرتضيها لنفسه. فكان محبا ومتحابا ومتسامح وفقيرا . فقد حقق كمال ذلك المقام العيساوي في التضحية ؛ فكانت بمثابة براق يطير بأجنحة من أجنحة الملائكة للوصول للذات . حينما رأي الصليب ضحك وفاضت عيناه بالدموع! .. ليس خوفا ؛وإنما علم بأنه يموت علي دينه "الإسلام"، الذي أرتضاه لنفسه ولم يوصيه عليه أحد .
الحلاج ومحمود أحبا الله حبا منزها .. ليس طمعا في الجنة ولاخوفا من النار .. فكلاهما ضحي في سبيل الدعوة والفكرة الموصلة للذات المعبودة .