من صفحات تاريخنا المجيد : (الشيخ المجاهد عبد السلام بن صقر بن عمار) : هو أحد أبطال الجهاد الوطنى الليبي، ومن مجاهدى الجبل الغربى، جبل نفوسه الأشم، ولد بمدينة غريان، محلة البحرية عام 1880 ميلادية، أمه شويخه بنت عمر، وتوفى رحمه الله عام 1945، كان له دوراً كبيراً فى الجهاد الوطنى، حيث رافق المجاهد الشهيد بإذن الله تعالى الهادى كعبار، وأبنه محمد كعبار، وأخوته أحمد راسم كعبار، ومختار كعبار، فى معارك الجهاد الوطنى المشرف التى جرت على سفوح الجبل الغربي، وكان الشيخ المجاهد عبد السلام بن صقر مناطاً به التنسيق بين مجموعات المجاهدين بغريان، ومجموعات المجاهدين الأمازيغ بجبل نفوسه.
لكن بعد إحتلال غريان عام 1922، وإعتقال المجاهد الهادى كعبار، وأبنه المجاهد محمد، وعدد كبير من مجاهدى غريان من قبل الجنرال الإيطالي "جراتسيانى"، وهجرة الأخوة كعبار وعدد من المجاهدين إلى الجنوب الليبي عن طريق بنى وليد، كان من بين من تم القبض عليهم المجاهد عبد السلام بن صقر، وأخوه المجاهد محمد بن صقر، وعديله المجاهد محمد عبد الله القنفوذ، وخال المجاهد الهادى كعبار المجاهد عبد الله بالخير، والمجاهد عبد المولى محمد الكلباش واقتيادهم جميعاً مقيدين بالسلاسل الحديدية من قبل سرية من الجنود الفاشست الإيطاليين، ومعهم بعض من الخونة الليبيين الذين كانوا يعملون مجندين بجيش إيطاليا إلى مدينة غريان.
وبعد محكمة صورية صدرت ضدهم أحكام فورية من قبل المحكمة العسكرية الإيطالية بالعزيزية، يوم 7 مايو 1923 وكانت التهم الموجهة إليهم جميعا مقاومة المستعمر الإيطالي، وهو نفس الشهر والسنة حيث فى يوم 31 مايو 1923 أعدم فيها المجاهد الهادى كعبار وأبنه المجاهد محمد، وكل من المجاهدين معيتيق بن عقيلة، ومحمد بن الضاوي عبد الرحمن، ومحمد بن مسعود، والحاج علي بلوط بمدينة مصراته.
وكانت الأحكام التى صدرت بحق المجاهد عبد الله بالخير خال المجاهد الهادى كعبار وأخوته بالإعدام رميا بالرصاص بميدان المتصرفية بغريان، والحكم على المجاهد عبد السلام بن صقر بالسجن 20 عاماً، ومصادرة جميع ممتلكاته، وكذلك أخوه المجاهد محمد بن صقر الذى حكم عليه بالسجن 20 عاماً، ومصادرة جميع ممتلكاته، أما عديله المجاهد محمد عبد الله القنفوذ فقد حكم عليه بالإعدام شنقاً، وقد تم تنفيذ الحكم خارج مدينة غريان بمدينة الزاوية، وقد سميت باسمة مدرسة بمدينة غريان تغسات، لكن للأسف الشديد حذف إسم المجاهد وسميت بمدرسة شهداء غريان، هذا وتم إعدام المجاهد عبد المولى الكلباش فى شهر أبريل من نفس العام بمدينة الزاوية.
وقد رافق المجاهد عبد السلام، وشقيقه محمد بن صقر إلى ساحة المتصرفية وسط غريان، الإبن سوف محمد بن صقر، والذى كان يبلغ من العمر آنذاك نحو 12 عاماً، ليعود بفرس والده فأستوقفه فى الطريق النقيب بجيش الإحتلال الإيطالي، الضابط خليفة (لا داعى لذكر لقبه هنا)، وصادر منه الفرس قائلاً له : "تعال هنا يا ولد هذي للحكومة"، قاصداً أنها من غنائم حكومة إيطاليا، فعاد الطفل الصغير "سوف" للبيت ينتحب باكيا على مصير والده وعمه، وسرقة فرس والده، وقد قص لوالدته ما جرى وما تعرض له والده وعمه من معاملة سيئة، وتقييدهم بالسلاسل فى تعمد لاهانة المجاهدين واذلالهم إلا أنهم كانوا صامدين مرفوعى الرأس. مختار كعبار مصادر المقالة : بعد القرضابية للأستاذ المؤرخ خليفة التليسي، وسجلات المحاكم الإيطالية، ومركز جهاد الليبيين، ومن مصادر أخرى.