فن البرعة العماني
 المقدمة ساعد الموقع الجغرافي المميز السلطنة على ثراء الثقافة العُمانية وظهور البُعد الإنساني في المكون الثقافي العُماني، فقد انفتحت ُعمان على الثقافات المجاورة واستوعبت مفرداتها، إضافة إلى الثقافة العربية المتأصلة في الأراضي العُمانية منذ القدم. ولعل الفنون العُمانية تعكس هذا الثراء والتنوع، ومن تلك الكنوز الثقافية المتراكمة فن البرعة، حيث يعتبر واحدا من أكثر فنون محافظة ظفار انتشارا وشعبية ويعد من الأنماط الموسيقية العمانية التقليدية.
 أماكن انتشار البرعة
تمارس البرعة في محافظة ظفار جنوب سلطنة ُعمان ومنها انتشرت على امتداد المدن الساحلية باتجاه محافظة جنوب الشرقية مثل صور، وجعلان، والأشخرة.
المناسبات التي يؤدى فيها البرعة
يقام فن البرعة في المناسبات الاجتماعية مثل الزواج والأعياد، كما يقام في المناسبات الوطنية (مهرجانات الأعياد الوطنية، والمهرجانات السياحية والثقافية )، ويقام أيضا للتسلية ولإضفاء الفرحة والبهجة على الجمهور. من المتعارف عليه أن البرعة يؤديها اثنان من الرجال في المناسبات الاجتماعية، أما في المهرجانات فالمجال ثلاثين شخصا ) ، وتكون المساحة التي تؤدى فيها البرعة عادة على شكل مربع أو مستطيل، لكي تسمح كيفية أداء فن البرعة: مفتوح امام أعداد كبيرة من المشاركين، بشرط أن تكون الأعداد زوجية ( قد تصل من عشرة أشخاص إلى بحرية حركة المؤدين أمام الفرقة الغنائية ، وقبل أن يبدأ أداء فن البرعة يجلس الراقصان على رؤوس أصابعهما أمام الفرقة ويلتقطان الخناجر التي توضع عادة على الأرض عند المغني ، وعند دق الطبل وعلى صوت الغناء والتصفيق بالأيدي ، يقفان، ويمسك كل مؤد بمقبض الخنجر في يده اليمنى، ويكون نصل  الخنجر في اتجاه الجمهور، حفاظا على سلامة المؤدي، حينما يرفع الخنجر وينزلها في اتجاه الكتف الأيمن يرفع الراقصان مقدمة قدميهما وينزلانها، تبعا لصوت . حسب حركة صعود القدم عن الأرض ونزولها الطبل، حتى يضبطا حركتهما، وينسجما مع الطرب، ثم يرجعان للخلف، ثم يتقدمان، ثم يرجعان، ثم يتقدمان، وحينما يبدأ صوت المرددين للأغنية بعد المطرب، يلف المؤديان في حركة دائرية على اليسار ثلاث لفات، ولا يجوز أن يلف المؤديان في وسط الساحة أو في بدايتها عند المطرب وأعضاء الفرقة ، كما أن خطوات الراقصين غير معقدة، وإنما يتطلب التناغم مع المؤدين الآخرين والموسيقى بمهارة عالية، وتشترك النساء فقط مع مجموعة الرديدة. وتنتهي جولة البرعة بنهاية الأغنية في لحظة واحدة بحيث يركع الراقصان معا مقابل الفرقة الموسيقية المصاحبة بعد دوران كل منهما حول نفسه دورة كاملة ، وتؤثر حركة (المتبرعين )على المغني إيجابا أو سلبا، فينسجم مع براعتهم في الأداء وتستمر البرعة إثنين إثنين في كل جولة غنائية وكان مؤدي الرقص في الماضي يقوم بحجز أغنية يطرب لها وينسجم معها من رئيس الفرقة، ويضطر الى دفع مبلغ مالي مقابل ذلك، ولا يؤدي الراقص للبرعة إلا بوجود صديقه الذي يعرف حركات صاحبه مع الطبل، وحركة دورانه ورفع الخنجر ووضع المصر أو الكمة فوق الرأس.
تتكون الفرقة التي تؤدي فن “البرعة” من عازف على “القصبة” واثنان – أو الآلات الموسيقية المصاحبة للبرعة أكثر – من ضاربي الطبل المرواس وهو الطبل الصغير واثنان – أو أكثر – من ضاربي طبل المهجر وهو الطبل الكبير وضارب واحد على الدف الصغير ذي الجلاجل. وقد طرأت مؤخرا على البرعة بعض التغيرات مثل إدخال الآلات الوترية في الغناء.
ختاما بعد أن تعرفنا لفن البرعة وأماكن إنتشاره وطريقة أداءه مع الآلات المستخدمة. أعتقد أن فن البرعة من الفنون العمانية التقليدية التي يجب علينا الحفاظ عليها وإحيائها في المناسبات الإجتماعية والإحتفالات مثل الأعياد الوطنية وغيرها لأنها تمثل جزءا من الهوية العمانية الأصيلة والتراث الثقافي لسلطنة عمان.
المرجع جريدة الوطن، فهد محمود الرحبي، 2014 رابط الموقع: 30459/http://alwatan.com/details